الرئيسية / اللجنة الأولمبية / لاعبات من غزة يحصدن جوائز دولية في الكاراتيه

لاعبات من غزة يحصدن جوائز دولية في الكاراتيه

غزة/ نيللي المصري ( فيس كووورة) 5/8/2020 – الى الصالة الرياضية لاكاديمية نادي المشتل للكاراتيه غرب مدينة غزة هرولت سوار طبيل مسرعة للالتحاق بالتدريب بعدها تاخرت عن موعدها بقليل، فكانت تنتظر والدها ليصطحبها الى النادي،

انضمت الى كتيبة اللاعبات اللواتي في عمر الزهور، قادهن الشغف الى هذه الاكاديمية،

بدلة رياضية بيضاء كانت ترتدي مع حزام بني اللون وهذا اللون في لعبة الكاراتيه يعني أن اللاعبة انتقلت إلى مستوى متقدم في فنون الدفاع عن النفس، وأن اللاعبة تتمتع بالخبرة والمعرفة في المجال الذي تدرسه، وهذا ما أكد موهبة سوار ذات العشر أعوام.

تقول سوار:” قبل عامين انضممت الى اكاديمية نادي المشتل، كان تشجيع والدي، وشقيقاي اللذان يمارسان نفس اللعبة في النادي نفسه، احببت فكرة الدفاع عن النفس لانها تجعل الانسان مميز وقوي”،

قبل فترة الالتزام في البيت بسبب جائحة كورونا كانت سوار ملتزمة بالتدريبات وسعيدة بتنظيم وقتها ما بين المدرسة والنادي وكان الجميل بالنسبة لها شعورها بالتميَز بين زميلاتها،

تقول: خلال فترة الحجر الصحي واصلت التدريب في البيت مع اشقائي فهم حاصلون على الحزام الاسود الذي هو قمة الانجاز في فنون الدفاع عن النفس.

  • تحديات جمة

نٌشرت لها صورة على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تمارس لعبة الكاراتيه، تعليقات وردود سلبية للغاية كانت موجهة لها، شيرين الخليلي 25 ربيعا لاعبة الكاراتيه في الاكاديمية اعتبرت ان نشر صورتها والتنمر عليها كونها لاعبة كاراتيه لابد ان يكون امامها نقطة تحول خاصة في ظل رفض ذويها في بادئ الامر ان تمارس اللعبة لكنها نجحت في اقناعهم.

وواصلت هذه الهواية حتى الوصول للظرف الطارئ جائحة كورونا التي الزمت الجميع في البيت، تقول:” في البداية مرَ عشرة ايام شعرت من خلالها بحالة من الملل فهذا الظرف كان لم يعرف متى سينتهى، لذلك قررت ان أمارس الكاراتيه في البيت، كانت المشكلة الاكبر صغر حجم البيت، لكني حاولت المحافظة على اللياقة البدنية و تابعت تدريبات عبر اليوتيوب الى جانب مجموعة خاصة انشاها المدرب للتواصل مع اللاعبين واللاعبات ويطلعنا على العديد من الفيديوهات حتى لا نتوقف عن اللعب.

وتوضح: امامي حلم كبير المشاركة في البطولات باسم فلسطين وهذا يتطلب مني بذل الكثير من الجهود كي يتحقق، وجائحة كورونا كانت دافع كبير لنواصل ونصل الى ما نريد.

وكثيرا هي التحديات امام الفتيات الرياضيات بشتى الظروف في المقابل تحدي اكبر ونجاح اعمق، “انا قوية استطيع ان ادافع عن نفسي” بهذه العبارة بدأت عايدة البياري(16)عاما حديثها عن ممارسة لعبة الكاراتيه، عام 2014 ،  كان بداية انطلاقها في هذه اللعبة، التي وصفتها بالقوة والثقة،

تقول:”منذ أن مارست اللعبة شعرت بالثقة الكبيرة، والقوة، تغيرت شخصيتي واصبحت لا اخشى مواجهة اي موقف، استطيع حماية نفسي الان”.

شاركت البياري في العديد من البطولات المحلية في قطاع غزة، وحصلت على المركز الثاني في بطولة فلسطين الدولية، كما حصلت على المركز الثالث في بطولة القدس الدولية والتي كانت عبر الانترنت خلال جائحة كوؤونا،

بالوصول الى فترة الجائحة والالتزام داخل البيت كان اشبه بالمفاجأة الغير متوقعة، من التزام بالتدريبات الى فترة ركود، تقول:” في البداية عند التزامنا البيت وانقطعنا قليلاَ عن التدريبات شعرت بالراحة وكانها اجازة، لكن طال الامر واستمر الحال طويلا وبدأت اشعر بالملل وبت اخشى على انخفاض اللياقة والمستوى الفني لديَ”،

تكمل:” لم استسلم وقررت العودة الى التدريبات في البيت، وتواصلت مع المدرب وتلقيت التعليمات منه من خلال مجموعة على تطبيق الواتس اب والذي بدوره قام بارسال لنا العديد من الفيديوهات ناهيك عن المتابعة اليومية لي ولكافة اللاعبين واللاعبات في جروب الواتس اب”،

وتضيف البياري:”  خلال جائحة كورونا كانت الاستفادة كبيرة وخاصة مشاركتي مع زميلاتي وزملائي من فلسطين عبر الانترنت في بطولة دولية شارك فيها لاعبون اخرون من دول العالم وكانت فرصة ليتعرف العالم على لاعبات ولاعبي فلسطين”.

  • تكيُف ايجابي مع الجائحة

وعلى الرغم من الركود في مستويات الحياة بسبب الجائحة الا ان بطلة الكاراتيه منى ابو شعبان(17) عاما حاولت التخلص من روتين الوقت الطويل والانقطاع عن التمارين في النادي، كانت تخشى انخفاض مستوى اللياقة لديها،

تقول:” بعد حالة الركود التي عشناها تملكني هاجس بفقدان كل ما وصلت اليه في لعبة الكاراتيه من مستوى اللياقة البدنية ويصبح الجسم ثقيل غير قادر على مواصلة اللعب، لكني سرعان ما قررت ان لا استسلم للراحة الطويلة”،

التواصل مع المدرب كان امرا سهلا وبسيطا، فاستغلال مجموعات الواتساب عزز لديها وللاعبات واللاعبين القدرة على مواصلة اللعب وتلقى تعليمات وتوجيهات المدرب،

واشارت ابو شعبان الا ان هذه الفترة كانت لها جوانب ايجابية منحتني القدرة على متابعة اللعبة عبر الانترنت وتعلم تدريبات جديدة ممن سبقونا في العالم وهذا ما جعلنا نشعر دوما بالطاقة الايجابية والمبادرة للمحافظة على انفسنا.

  • مدرب متابع ومبادر

لم يكن الامر بهَين على الرياضيين بان تغلق كافة الاندية والمرافق فجأة بسبب جائحة كورونا، لكن هذه الحالة استدعت من مدرب الكاراتيه حسن الراعي ان يبادر فورا للخروج ببدائل لحالة الخمول والكسل التي قد تصاب اللاعبات واللاعبون واطلق فكرة رياضية بتحويل صالة البيت الى قاعة تدريب رياضي مع بناته واولاده، الى جانب متابعته المتواصلة مع لاعباته ولاعبينه في نادي المشتل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

يقول:” تواصل معي اللاعبون واللاعبات حول التدريبات والنصائح التي يمكن ان يحصل عليها الجميع، انشأت مجموعة على تطبيق واتس اب وارسلت لهم فيديوهات الى جانب تعليماتي لمواصلة ممارسة اللعبة،

في احدى المرات وصلتني دعوات رسمية للمشاركة في بطولات دولية اون لاين، وقمت بمبادرة جديدة عبارة عن كل يوم بطل، استهدف فيها طفل او فتاة من النادي واقوم باحضاره عندي في البيت وفق اجراءات السلامة مع اولادي يتدرب ونقوم بتصويره ليتم عرضه امام الجميع كنوع من التحفييز،  واستعداد للمشاركة في اي بطولة على الانترنت،بحسب قول الراعي.

ولاول مرة تقام بطولات عبر الانترنت ويشارك بها لاعبات ولاعبون من فلسطين وكانت اول بطولة هي بطولة الاقصى الدولية التي انطلقت من نابلس شاركت فيها 11 دولة عربية واجنبية، من قطاع غزة شاركت اللاعبة عائدة البياري وحصلت على المركز الثالث مكرر، واللاعب عبد الرحمن دبابش وحصل على الميدالية الفضيةـ

وفي بطولة اخرى كانت بطولة اتحاد الجينزرال الموحد وشاركت اللاعبة سوار طبيل وحصلت على الميدالية الفضية واللاعب كريم القططي حصل على المركز السابع في الترتيب الدولي المشارك.

شاهد أيضاً

هنية يعلن البدء بمشاريع رياضية بتكلفة 2 مليون دولار

غزة/ مؤمن الكحلوت (صحيفة فلسطين) 28/8/2023- علن عبد السلام هنية الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *