الخليل/فايز نصّار – 6/6/2020- رغم النكسة التي عصفت بالرياضي الغزّي ، إلا أن فارس دهناء فلسطين يبقى القلعة الكروية الشامخة ، التي حفظت عهد الملاعب في ثغرنا الباسم ، فساهم العميد في بروز عشرات النجوم ، الذين تركوا بصماتهم في ملاعبنا .
ولا يختلف اثنان في قيمة وقدرة هؤلاء النجوم ، فأغلبهم من الصفوة ، وجلهم تناوب على خدمة الرياضي في مراحل مختلفة ، مشكلين أجيالاً خالدة ، حملت شيخ الرياضة على الأعناق .
ولن أُذكر هنا بعشرات النجوم ، الذين خرجوا من البيت الغزّيّ العتيق ، وأقصر الحديث هنا على النجم محمد الجيش ، الذي كانت بدايته الكروية في الرياضي ، قبل التألق مع خدمات الشاطئ الفلسطيني ، مع مرحلة احترافية مهمة ، لعب خلالها في الجزيرة والبقعة بالأردن .
وترك الجيش الغزي بصماته مع الفدائي ، وساهم من خلال 30 مباراة لعبها في تسجيل أهداف حاسمة ، محققاً إنجازات مهمة مع المنتخب الوطني .
من السويد حيث يقيم الجيش ، قلبت مع الهداف الدولي بسمات ومواجع سيرته الكروية ، فكان هذا اللقاء .
اسمي محمد روبين علي الجيش ” أبو محمد ” من مواليد غزة يوم 6/7/1971 ، ولقبي ماردونا فلسطين ، وحالياً أنا موجود في السويد .
بدأت ممارسة كرة القدم في المدارس والساحات الشعبية ، قبل انتقالي لنادي غزة الرياضي ، ضمن فريق الأشبال ، مع المدرب ابراهيم ابو الشيخ ، ثم مع المدرب ماهر غياضه في الفريق الثاني ، قبل ترفيعي إلى الفريق الأول ، لتندلع الانتفاضة المجيدة ، ويتم اعتقالي من قبل الاحتلال ، لأنضم بعد خروجي من السجن لنادي خدمات الشاطئ .
وفي خدمات الشاطئ اكتشفت نفسي من جديد ، لتأتي أول مشاركه لي مع المنتخب في أريحا ، أمام المنتخب الفرنسي ، بقيادة الكابتن ميشيل بلاتيني سنة 1993 ، ثم تعزيزي لنادي جباليا أمام نادي الوكرة القطري ، في أول مباراة على أرض غزة ، حيث سجلت هدفين لجباليا .
وأشرف على تدريبي في الشاطئ كلّ من نعيم سلامة ، وربحي سمور ، وبشير عطا الله ، وانور الغلايني ، ونمر أبو المعزا ، وكنت في الشاطئ أتفاهم مع وائل السالمي، ونور أبو حسنين ، واشرف الخالدي ، وحمادة شبير .
الحمد لله لعبت للمنتخب الوطني ٣٠ مباراة دولية ، وأعتز كثيراً بهدفي في مرمى ماليزيا ، ومساهمتي في أول فوز فلسطيني في تصفيات كأس العالم ، تماماً كما اعتز بكل أهدافي مع فلسطين في مرمى باكستان ، والزمالك ، والاسماعيلي ، لأنّ هذا فخر لي أن أسجل في شباك أندية ومنتخبات عريقة .
بعد ذلك احترفت في صفوف نادي الجزيرة الأردني ، ولعبت مع الشياطين الحمر موسماً واحداً ، نافست خلاله على لقب هداف الدوري ، لأنضم لنادي البقعة ، الذي خضت معه تجربة احترافية جميله ، لينتهي الحلم بعد عودتي إلى غزه ، ومنع الاحتلال من هم دون ٣٥ سنه من السفر… وفي الجزيرة أشرف على تدريبي المدرب العراقي محمد تامر ، والمدرب المعروف الكابتن وليد فطافطة ، ولعب معي في الجزيرة خلدون فهد ، ونضال توفيق ، ومحمد عزايزي ، وعثمان حسنات ، ومعتز الريشة ، وسامر الكيالي ، وأمجد أبو طعيمة ، وكانت لي علاقة مميزة مع الكابتن مازن الزغير ، والكابتن توفيق الصاحب .
شخصياً كنت أحسب حساب أي مدافع ، ولكن كنت أحسب أكثر حساب يوسف غنام ، ونادر النمس ، والاخوة كفاح وفلاح ووليد حجاج .
أعتز بالفترة التي قضيتها مع المدرب الأرجنتيني الراحل ريكاردو ، الذي كان فلسطيني الانتماء بلا حدود ! وأدين بفضل كبير للكابتن عزمي نصار ، الذي تعلمنا منه ما هي كرة القدم ، وعودنا على الالتزام والانضباط ، والثقة بالنفس ، كان شعاره : نحن منتخب قادر !
بكل صراحه الدوري الممتاز في غزه ضعيف ، بسبب غياب الإمكانيات ، وجراء الظروف الصعبة في القطاع ، وأعتقد ان الإمكانيات متوفرة بشكل أفضل في الضفة، لوجود الاحتراف .
أتمنى أن تكون لابني نهرو بصمه في المنتخب الفلسطيني.
نجمي المفضل محليا ناجي عجور ، وغسان البلعاوي ، ونجمي المفضل عربيا حازم امام ، ونجمي المفضل دولياً رونالدو .
الكابتن غسان البلعاوي كان مدربي ، وتعلمت منه أشياء كثيره ، حيث ساهم في نضج شخصيتي كلاعب كرة قدم .
نادر النمس هو أخ وصديق غالي جدا عليّ ، وهو فاكهة الكره الغزية ، أحترمه داخل الملاعب وخارجه …. ومرة أكلت أكثر من مئة حصوه برأسي ، فمع كل ركنية كانت الحصى تتساقط عليّ ، وكلها برأسي ، حتى صار عندي عقدة نفسيه، لأنه غير معقول كلّ حجارة الجمهور تتساقط على رأسية مباشر ، وأخيرا اكتشفت إن ” اللي برميها عليّ النمس، ما شاء الله اسمه عجسمه” ، المهم بالآخر كشفته .
النجم خلدون فهد هو صديقي وأخي في الغربة ، نعم الأخ الطيب ، والإنسان الوفي، واللاعب المبدع ، هو البلدوزر الأنيق !
أقول لاتحاد الكرة : الله يعطيكم ألف عافيه ، لأنكم تعملون في ظل إمكانيات محدودة جداً ، ومع ذلك فانتم تخدمون الكرة الفلسطينية ، وبالذات في غزة ، لكم منا كل الاحترام .
إذا كنت أندم على شيء في الملاعب ، فأنا فعلاً نادم على أيّ كرت أصفر أخذته.