الرئيسية / أخبار النجوم / هاني المصدر ابن الشهيد عازف ألحان غزة الرياضي

هاني المصدر ابن الشهيد عازف ألحان غزة الرياضي

فايز نصّار- 10/2/2021- بعد قيام السلطة الوطنية على أرض الوطن عرفت بلادنا نهوضاً رياضياً ملحوظاً ، مسّ كلّ الرياضات ، ووصل إلى كل المحافظات ، ولكن محافظات غزة ، التي كانت تحتضن مقر اللجنة الأولمبية ، واتحاد كرة القدم كانت أقرب من هذا الحراك .

  وكان الاحتكاك الخارجي أحد عناوين تلك المرحلة ، فشاركت منتخبات الواعدين في بطولات دولية في الدول الأوربية ، التي رأت في العملية دعماً يصل إلى مستحقيه مباشرة ، بعيداً عن بيرقراطية المؤسسات القائمة .

   وساهمت تلك البطولات في ظهور جيل من النجوم ، الذين تركوا بصاتهم في الملاعب ، ومن هؤلاء المايسترو هاني المصدر ، الذي سنحت له الفرصة للمشاركة في بطولات بالنرويج ، والدنمرك ، والمانيا ، مما ساهم في صقل موهبته ، التي تفتحت مبكراً في مدارس غزة .

  ولعب أبو العبد لأندية المغازي ، والزوايدة ، قبل أن يصبح أحد أفضل نجوم غزة الرياضي ، الذي قاده للفوز ببطولة الكأس بعد سنوات طويلة من الغياب .

   وبالنظر لتألقه مع العميد توّج المصدر بلقب أفضل لاعب ثلاث مرات ، ليتوجه بعد اعتزاله لسلك التدريب ، ويصبح واحداً من خيرة مدربي المحافظات الجنوبية ، قبل اختياره ضمن طاقم المنتخب الأولمبي ، كمساعد يرصد نجوم الكرة في قطاع غزة .

  ويواصل المدرب الغزيّ مسيرته في الملاعب ، تاركاً المزيد من البصمات الكروية، من خلال قصة نجاح طويلة ، أتركه يروي لكم شيئاً من محطاتها في هذا اللقاء .

– اسمي هاني عبد الحكيم سليمان المصدر ” أبو العبد ” من مواليد غزة يوم 14/4/1981 ، ولقبي المايسترو .

– لعبت الكرة لأول مرة في الحارة ، ثم في المراحل المدرسية الابتدائية ، والاعدادية ، التي شهدت انطلاقتي ، من خلال بطولة الفصول الداخلية ، التي حصلنا على لقبها في الصف الأول الاعدادي ، بعد فوزنا على فريق الصف الثالث الاعدادي ، وأذكر يومها حصلت على لقب أفضل لاعب في المدرسة ، وحصلنا على بطولة المدارس الاعدادية ثلاث سنوات متتالية ،  بإشراف مدرس التربية الرياضية ، الدكتور تيسير عبد الجواد ، الذي كان الداعم الرئيسي لي .

– وكانت بدايتي مع الأندية ضمن فريق خدمات المغازي ، الذي التحقت به وأنا في الصف الأول الاعدادي ، وشاركت مع أشباله في عدة بطولات ، بقيادة المدرب أسعد النتيل ، ومع الفريق الثاني بقيادة المدرب ابراهيم بهجت.

– وشهدت سنة 1996 صعودي للفريق الأول بخدمات المغازي ، ولم يتجاوز عمري يومها 16 سنة ، وكانت أول مباراة لي مع الفريق الأول أمام فريق المجمع الاسلامي على ملعب مدرسة المنفلوطي ، وكان فريق المغازي وقتها يضم كتيبة من النجوم ، منهم فوزي أبو حبل ، وجهاد وزياد شلتوت ، والحارس أحمد الحاج ، وإبراهيم بهجت، ومحمد مهدي ، وأشرف زكري ، وسهيل كتكت ، وإبراهيم زكري ، وتامر أبو ضاهر، ومجموعة كبيرة من اللاعبين المميزين ، وفي الشوط الثاني تمّ استبدالي  ، وحلّ مكاني مدرب الفريق جمال النتيل.

– بعد ذلك انتقلت سنة 2000 لنادي شباب الزوايدة ،  حيث كان القانون يسنح للاعبين بالتنقل إلي أي فريق بعد 4 مباريات ، وقبل أول مباراة كنت أود المشاركة فيها مع الزوايدة تمّ إيقاف الدوري ، بسبب أحداث انتفاضة الأقصى.

– وشكلت سنة 2003 منعرجاً هاماً في حياتي ، حيث انتقلت للعب مع  عميد الأندية الفلسطينية غزة الرياضي ، الذي لعبت معه حتي اعتزالي سنة 2018 ، بعد 15 سنة ظهرت خلالها كصانع ألعاب ، والحمد لله حصلت على جائزة أفضل لاعب في هذا المركز ، من خلال استفتاءات نظمت سنوات  2011-2012-2013.

– أكثر مدرب كان له فضل عليّ – بعد الله تعالى –  الكابتن جمال النتيل ، الذي دفع بي للعب مع الفريق الأول لخدمات المغازي ، وعمري 15 سنة  ولا أنسى فضل الكابتن غسان البلعاوي ، والكابتن مصطفى نجم ، والكابتن عاهد زقوت ” رحمه الله “، والكابتن محمود زقوت ، لهم جميعاً مني كل الاحترام .

– وهناك أكثر من لاعب شكلت معه ثنائياً ، من أبرزهم أيمن الهندي ، وأنس الحلو، وسليمان العبيد ، ومهند الطهراوي ، وفريد الحواجري ، وأفضل حارس مرمى لعبت معه الكابتن عاصم أبو عاصي ، الذي كان مصدر أمان للفريق .

– مثلي الأعلي في الحياة والدي الشهيد عبد الحكيم المصدر،  الذي استشهد في العدوان على غزة سنة 2014 ، ومثلي الأعلي في الملاعب الكابتن الشهيد عاهد زقوت ” رحمة الله ” ، وهو اللاعب الذي كنت أطمح للوصول إلي مستواه على المستوي المحلي ، إلى جانب النجم المصري حازم إمام على المستوى العربي .

– وبحمد الله أحتفظ بكثير من الذكريات الجميلة  من رحلتي الرياضية  في الملاعب، من أبرزها عندما توجت مع نادي غزة الرياضي بلقب بطولة الكأس سنة  2010 ، حيث كنت قائداً للفريق ، ورفعت الكأس بعد غياب ألكثر من 16 سنة ، بالاضافة لقيادتي فريق أكاديمية المحترفين في بطولة باريس الدولية سنة 2018 ، وحصولنا  على مركز الوصيف ، حيث  كنت مدرب الفريق.

– وبدأت قصتي مع المنتخبات الوطنية سنة 1997 ، عندما شاركت مع منتخب الناشئين للعب بطولة النرويج الدولية ، وبعدها بعام شاركت في بطولة دولية في الدنمارك ، وسنة 1999 تم إختياري ضمن منتخب الشباب ، بقيادة الارجنتيني الراحل ريكاردو ، وسافرنا إلي المانيا ، ويومها كان المنتخب يضم العديد من النجوم، أمثال جبران كحلة ، وحمادة شبير ، ومهند عمر ، وزكريا عاصي ، ورامي الرابي، وومحمد الكحلوت ، والعديد من النجوم ،

– بعد ذلك شاركت سنة  2006 في المعسكر الخارجي للمنتخب الوطني في بالأردن وسوريا ، بقيادة المدرب توماس ، ثم شاركت سنة 2007 مع الفدائي في بطولة غرب آسيا ، مع الكابتن نعيم السويركي ، والكابتن محمد الصباح ، قبل التحاقي سنة 2010 بمنتخب الكرة الشاطئية ، في أول مشاركة خارجية له بسلطنة عمان.

– من أجمل ذكرياتي في الملاعب المباريات التي لعبتها مع أندية الضفة ،   التي كانت مليئة بالإثارة والندية .. ومنها يوم لعبت مع نادي غزة الرياضي في الضفة الغربية سنة 2005 ، حيث خضنا ثلاث مباريات ودية ، وشهدت مباراتنا مع شباب الظاهرية حضوراً جماهيرياً كبيراً ، فامتلأت المدرجات والجدارن حول الملعب ، وفوق المنازل المحيطة ، وكان المنظر مهيباً ، وأذكر يومها سجلت هدفاً لا ينسى !

– من وجهة نظري جيل الثمانينات والتسعينات هم أفضل أجيال كرة القدم في فلسطين ، ولو توفرت لهؤلاء ما يتوفر للمحترفين في الوقت الحالي لذهبوا بعيداً ، واحترفوا في الدرويات العربية ، ولكان لمنتخب فلسطين شأن أخر في البطولات الخارجية.

– لوا أستطيع تحديد أفضل نجوم الكرة الفلسطينية ، ولكن ارى أنّ من أفضلهم علي أبو السعيد ، وجمال الحولي ، ومحمد السويركي ، وخالد أبو  كويك ، وأيمن المغاري ،  وناهض الأشقر ، وصائب جندية ، وخلدون فهد ، وفادي لافي ، وجبران كحلة ، وزياد الكرد ، وتوفيق الهندي ، وغسان البلعاوي ، ورزق خيرة ، وناجي عجور ، وحسن صالح ، وعبد القادر الأبزل ، وحسين الترابين ” .. والقائمة تطول .

– أمّا افضل تشكيلة لنجوم غزة خلال الفترة التي لعبت فيها فتضم عاصم أبوعاصي،  وصائب جندية ، وعبد اللطيف البهداري ، وإيهاب أبو جزر ، ومحمد صالح ، ومحمد السويركي ، وجمال الحولي ، وإياد الحجار ، وناهض الاشقر ، وزيادالكرد ، وأيمن المغاري.

– فيما تضم قائمة أفضل نجوم فلسطين فخلال فترة لعبي جيل ال 99 ، أصحاب البرونزية في الدروة العربية بعمّان إسماعيل الخطيب ، وصائب جندية ، ونادر النمس ، وهيثم حجاج ، ومعين المغربي ، وصفوان راجح ، ومحمد السويركي ، وجمال الحولي ، وإبراهيم مناصرة ، وجبران كحلة ، وخلدون فهد.

– وكانت لي قصة طويلة مع التدريب ، الذي عشقته وأنا لاعب ،  حيث كان المدربون يسندون لي مهمة إحماء الفريق ، ومنذ سنة 2007 توليت تدريب فريق الناشئين بنادي غزة الرياضي ، بمشاركة عدد من المدربين ، واستمريت في هذه المهمة  حتي عام 2013 ، حيث عملت لفترة في مؤسسة خطوات ، والحمد لله أنا الآن حاصل على شهادة تدريب A ، إلى جانب دورة اللياقة البدنية.

– وخلال مسيرتي التدريبية عملت في منصب المدرب العام لفريق غزة الرياضي مع الكابتن غسان البلعاوي ، وكمدير فني لفريق خدمات النصيرات عام 2018.

وكمدير فني لفريق نادي الأقصى، وكمدير فني لأكاديمية المحترفين ، حيث تشرفت باستقطاب عدد من الواعدين لنادي غزة الرياضي، من أبرزهم المحترف في الدوري المصري حاليا حامد حمدان،  وحازم أبو شنب، وربحي شتيوي ، والموهوب حمزة موسي.

– أرى أنّ تطوير الدوري في غزة يتطلب زيادة عدد الأندية في كلّ درجة إلي 14 نادياً ، بما يساهم في إعطاء الأندية أريحية ، ويخفف الضغط عليها ، فتتمكن من اشراك الناشئين ، فتظهر المواهب ،  مع أمنياتي الكبرى بتنظيم دوري منتظم لفئتي الشباب ، والناشئين.

– أعتقد أنّ أفضل لاعب فلسطيني غسان البلعاوي ، وانّ أفضل لاعب عربي محمد صلاح ، وأفضل لاعب عالمي رونالدو ، فيما أفضل مدرب فلسطيني  مصطفي نجم ، وأفضل مدرب عربي  محمود الجوهري ، وأفضل مدرب عالمي مورينهو، واللاعب الذي أتوقع له التألق مستقبلاً مهاجم اتحاد خانيونس خالد النبريص.

– أرى أنّ العالم الرياضي تطور كثيراً، ففي الماضي كنا ننتظر لمعرفة الاخبار في  الصحف حتى اليوم التالي، أمّا اليوم فشاشات التلفاز، والمواقع الالكترونية، ومواقع التواصل تساهم في سرعة وصول الخبر، إضافة إلى بروز عدد كبير من الإعلاميين الرياضيين، ممن تركوا بصمة، منهم خالد أبو زاهر، ومحمود السقا، وإبراهيم أبو الشيخ، والمرحوم غازي الغريب, ومن الأسماء الجديدة مؤمن الكحلوت، وعلاء الشمالي، ومعين حسونة .

– بلا شكّ كان الكابتن إيهاب أبو جزر لاعباً موهوباً، والآن هو مدرب كبير، وضع اسمه بين خيرة المدربين الكبار، وأتوقع له النجاح مع المنتخب الأولمبي، ولي الشرف أن أعمل معه خلال الفترة القادمة .

– ويعجز اللسان عن وصف الكابتن غسان البلعاوي، فهو مدرب، وأخ وصديق، وكان لاعباً موهوباً، وأصبح مدرباً من طينة الكبار، وبصراحة يستحق التدريب في الدوريات العربية.

– كل الشكر والتقدير لاتحاد كرة القدم على جهوده الكبيرة في تنظيم البطولات، رغم قلة وضعف الامكانيات ، وكل التحية لقائد السفينة  اللواء جبريل الرجوب، الذي ساهم في تطوير وصقل الرياضة الفلسطينية.

– من أطرف ما حدث معي  في الملاعب موقف حصل في  احدي المباريات أمام نادي الزيتون، حيث قلت للحكم المساعد عنان الرواغ عند تنفيذي لضربة ركنية: إنني سأسجل الكرة هدفاً مباشراً ، فاستبعد الأمر وقال لي : لو بالقدم اليسرى ممكن.. فسددت الكرة بالقدم اليمني، وأحرزت هدفاً، فطلبت من اللاعبين التوجه للاحتفال بالهدف مع الحكم المساعد!

-أخيراً أتمني التوفيق لجميع الرياضيين الفلسطينيين، وأتمنى الاهتمام أكثر بالرياضة، وتوفير ميزانية ثابتة لها من قبل الحكومة، وأدعو الأندية إلى الاهتمام بقطاع الناشئين.

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *