العرب يُعبرون عن حبهم لفلسطين في استفتاء رياضي كبير

• علم فلسطين أيقونة الاحتفال بالنصر
• الجزائر تُثبت أنهنا مع فلسطين ظالمة أو مظلومة
• تصريحات بوقرة أغضبت الإعلام الصهيوني بسبب إهداء فلسطين وغزة
• تونس أحسنت تحية فلسطين برفع ؤايتها والمغرب هتفت ورفعت العلم
• الأهلي المصري يُحوِّل السوبر الأفريقي لعرس فلسطيني كبير

غزة/ وائل الحلبي (صحيفة فلسطين) 24/12/2021- في الوقت الذي كان فيه الشارع العربي متراجعاً بشكل نسبي عن اهتمامه بالقضية الفلسطينية، بسبب الكثير من الأحداق المفتعلة في الوطن العربي، جاءت بطولة كأس العرب لتقلب الموازين وتعيد البوصلة للاتجاه الصحيح للجماهير والشعوب العربية في مختلف أماكن تواجدها، بعدما تحولت البطولة إلى مهرجان واستفتاء عربي على حب فلسطين بالتنافس على رفع العلم الفلسطيني والتوشح بالكوفية.

وعلى الرغم من وداع المنتخب الوطني لبطولة كأس العرب من دور المجموعات، إلا أن العلم الفلسطيني كان حاضراً بقوة حتى اللحظات الأخيرة من البطولة، التي تُوِّج بلقبها المنتخب الجزائري على حساب نظيره التونسي.

منتخبا الجزائر وتونس وجماهيرهما شكلا قاعدة كبيرة في هذه البطولة، وكان لهما الدور الأبرز والأكبر في الحفاظ على وجود العلم الفلسطيني في مختلف الملاعب والمباريات، إلى جانب الجماهير المغربية والعربية، التي أكدت على أن القضية الفلسطينية كانت ولا زالت هي الشغل الشاغل لكافة الشعوب العربية.

• النشيد يلهب حماسة الجماهير

العلم الفلسطيني والكوفية لم يغيبان عن مختلف الأحداث التي شهدتها مباريات البطولة، على الرغم من عدم وجود الفدائي طرفاً في (17) من المباريات العشرين للبطولة، والتي كان أبرزها التفاعل الكبير  من الجماهير في حفل الافتتاح الذي أقيم على ستاد البيت، حيث انتظرت عزف النشيد الوطني الفلسطيني حتى تنتفض تعبيراً عن حبها لفلسطين.

ومع وصول الفرقة الموسيقية لمطلع النشيد الوطني حتى ضجت مدرجات ستاد البيت بالهتافات وصيحات التهليل التي عمت أرجاء الملعب.

هذه الصيحات كانت بداية لشرارة استثنائية لتحويل كأس العرب إلى محفل كبير لدعم القضية الفلسطينية والتأكيد على أن الشعوب العربية كانت ولا زالت وستبقى وفية لفلسطين وقضيتها حتى تحريرها من الاحتلال.

• الجزائر.. على العهد سائرون

علم فلسطين كان حاضراً في كل احتفالات لاعبي الجزائر بعد فوزهم في المباريات، وبدا واضحاً بحث لاعبي المنتخب الجزائري عن العلم الفلسطيني بمجرد إطلاق صافرة نهاية كل مباراة.

نجوم الجزائر حسين بن عيادة وياسين إبراهيمي ويوسف بلايلي وآخرون كانوا أصحاب المبادرة في رفع العلم الفلسطيني وتوشح لاعبون آخرون بالكوفية الفلسطينية، حتى أن البلايلي التف بالعلم الفلسطيني وتوشح بالكوفية خلال تسلمه جائزة رجل المباراة، بعد الفوز على منتخب قطر في نصف نهائي البطولة.

الجماهير الجزائرية عبرت عن حبها لفلسطين مراراً وتكراراً ولكن في كأس العرب أكدت أنها الحصن المنيع لفلسطين والحاضنة الأهم للقضية الأكثر عدالة في التاريخ، بهتافها المتكرر لفلسطين وللأسرى في سجون الاحتلال.

• شكراً تونس

الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش عندما استهل قصيدته شكراً تونس قائلاً:” شكراً لتونس أَرْجَعَتنْي سالماً من حبها”، كان يعلم مدى ارتباط الشعب التونسي بفلسطين وقضيتها، كيف لا وهي من كانت الحاضنة للثورة الفلسطينية بعدما تخلى عنها جيرانها واضطرت لمغادرة بيروت بعد حصارها.

لاعبو المنتخب التونسي أكدوا ما قاله وعاشه درويش في تونس، عندما احتفلوا رفقة جماهيرهم بالفوز على المنتخب المصري والتأهل لنهائي كأس العرب، رافعين العلم الفلسطيني جنبا إلى جنب مع علم بلادهم مع الجماهير الغفيرة التي رفعت علمي تونس وفلسطين واحتفلت بالتأهل.

فريق “بعث الرقاب” الرياضي التونسي نشر مجموعة صور للزي الجديد للاعبيه، والذي حمل تصميما مستوحى من الكوفية الفلسطينية، واستخدم خريطة فلسطين بدلا من الرقم 1، للتأكيد على موقف تونس الدائم والثابت تجاه فلسطين ورفض أي شكل من أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال.

تأهل منتخبا الجزائر وتونس للمباراة النهائية جعل الجماهير الفلسطينية في حالة فرحة خاصة وأن علم بلادها لن يغيب عن منصة التتويج، مثلما فعل لاعبو الجزائر عند صعودهم للمنصة لاستلام كأس البطولة، وخلال احتفالاتهم مع الجماهير، والتي لاقت ردود فعل عربية وفلسطينية كبيرة.

• بوقرة يثير جنون الصهاينة

عقب انتهاء المباراة النهائية قدم المدرب الجزائري مجيد بوقرة التهنئة للشعبين الفلسطيني والجزائري بالتتويج العربي، وأهدى الكأس للشعب الفلسطيني ولأهل غزة التي وجه لها التحية وأنها على الدوام في قلوب كل الجزائريين، إلا أن هذه الكلمات وقعت كالصاعقة على وسائل الإعلام العبري التي تداولتها بشكل كبير في ظل حالة الاهتمام الجزائري الكبير بما يعيشه الشعب الفلسطيني من واقع مرير تحت الاحتلال.

• سوبر أفريقيا عرس فلسطيني

وكان نجوم النادي الأهلي المصري عند حسن ظن جماهيرهم بعدما أظهروا دعمهم ومساندتهم الكبير للشعب الفلسطيني وقضيته، بعد فوزهم على فريق الرجاء المغربي في كأس السوبر الإفريقي بركلات الترجيح وحصد اللقب الثامن في تاريخ النادي، ليتحول السوبر إلى عرس فلسطيني بامتياز.

نجوم الأهلي انتظروا نهاية المباراة حتى قاموا بأخذ العلم الفلسطيني الذي كانت تحمله الجماهير، ويتسابق بعدها جميع اللاعبين لحمله والتقاط الصور التذكارية في لفتة تعبر عن حالة الدعم والتضامن الكبيرة لفلسطين من الشعب المصري حاضن الشعب الفلسطيني وحامي مشروعه الوطني.

العلاقة التاريخية للشعبين الفلسطيني والمصري كانت حاضرة بامتياز في هذه المباراة، والتي أظهرت الكثير من التفاصيل الخفية والتي جعلت كل فلسطيني على يقين تام أن فلسطين حاضرة في قلوب كل الشعوب العربية وأنها لم تتأثر بكل الأحداث التي يعيشها الوطن العربي منذ عام 2010.

موقف جماهير الأهلي ولاعبيه أكدوا أن مصر كانت ولا زالت حاضنة للثورة الفلسطينية ولم تكن في يوم من الأيام بعيدة عن ما عاشه ويعيشه الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال منذ 73 سنة.

عاشت الأمة العربية وعاش كل من رفع علم فلسطين وقال كلمة الحق.