بالعربي الفصيح

كتب/ خالد أبو زاهر: 15/1/2020- عادة ما تكون أخبار المنتخبات الوطنية في كل العالم على رأس سلم أولويات واهتمام الاتحادات الوطنية لكرة القدم ووسائل الإعلام، فهو دُرة تاج كرة القدم في كل دولة لكونها اللعبة الشعبية الأولى في العالم.

في فلسطين أصبح الأمر مختلفًا منذ عام 2008، حيث أصبح المنتخب الوطني (منتخب الباشا) بجهازه ولاعبيه وكل ما يتعلق به، فتجده يتحكم في المنتخب من الألف إلى الياء دون استشارة أحد.

هذا ليس ادعاء بل هي الحقيقة التي يجب أن يقتنع بها أصحاب الغشاوة على عيونهم وقلوبهم نتيجة خضوعهم لجاذبية رئيس الاتحاد اللواء جبريل الرجوب الذي يعد المنتخب الوطني ملكية خاصة، وهذا أمر إيجابي من حيث المبدأ؛ لأننا كلنا نعد المنتخب منتخبنا وأقرب الأشياء إلى قلوبنا.

ولكن أن يتحول الأمر إلى احتكار كامل لكل مقدرات المنتخب من تعيين وإقالة أجهزة فنية ومديرين فنيين دون استشارة ودون إعلان رسمي، فهذا له دلالات لا نرضاها لرئيس اتحاد من المفترض أن يكون من داعمي الشراكة في العمل والرأي.

إن ما يحدث منذ سنوات يؤكد أن الأخ اللواء الرجوب لا يؤمن بالشراكة ولا يؤمن بالرأي الآخر، حتى وإن كان يعلم أن الرأي الآخر صواب وأنه يصب في مصلحة الاتحاد والمنتخب، فهذه هي شخصيته التي لن تتغير إلا في حال أقنعه من حوله بطريقة يرضاها بأنهم شركاء له وأنهم موجودون من أجل خدمة كرة القدم الفلسطينية.

لكل متابع أن يتخيل أن المنتخب الوطني لبلده فلسطين سيخوض أولى مبارياته اليوم في بطولة الكأس الذهبية في بنغلاديش دون أن يعلم شيئًا عنه من المصدر وهو الاتحاد ولجنة إعلامه وموقعه على الشبكة العنكبوتية ومن خلال حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.

صحيح أن بعض وسائل الإعلام نشرت قائمة المنتخب وأعضاء الجهاز الفني في ظل عدم وجود قرار نهائي بخصوص الجهاز الفني الحالي بقيادة الكابتن نور الدين ولد علي، ولكن كل ما نُشر لا يعفي اتحاد الكرة من نشر ما يجب نشره من باب احترام الشارع الرياضي.

إن عدم نشر أي معلومة عن البطولة وعن المشاركة فيها وعن الجهاز الفني وعن القائمة يُعد استخفافًا بكل مكونات كرة القدم الفلسطينية ومحيطها الإعلامي وشارعها الداعم لها.

وأنا شخصيًا لا أقبل أن يستخف أحد بعقلي وبمهنيتي لكوني إعلاميًّا، وبالتالي عندما أرفض هذه السياسة فهو رفض ليس من باب الرفض المجرد بقدر ما هو احترام للنفس وللمهنة وللشارع الرياضي الذي أعده صاحب الحق علينا كإعلاميين من أجل وضعه في صورة الحقيقة.

حتى لو كانت البطولة التي يُشارك فيها المنتخب بطولة عادية وغير مؤثرة وغير معترف بها، فالاعتراض على المبدأ وليس على المشاركة، فهل يُعقل ألا ينشر اتحاد كرة القدم أي معلومة رسمية تضع الشارع في صورة الحالة لا سيما وأن المنتخب الوطني يُشارك في البطولة بدون مديره الفني وبدون عدد من لاعبيه الأساسيين وبدون أشياء كثيرة.

أعتقد أنه لا يوجد أي مبرر لغياب المعلومة الرسمية على الأذرع الإعلامية لاتحاد كرة القدم، وأعتقد أنه لن يكون هناك أي مبرر لكل ما سبق وإن حدث وتم السكوت عنه، حيث تم التعاقد مع خوليو سيزار وإقالة عبد الناصر بركات ومن ثم إقالة سيزار وتعيين نور الدين ولد علي ومن ثم الاستغناء عن خدمات ولد علي والاستفادة منه في موقع جديد وتكليف الكابتن فهد عتال لقيادة المنتخب في بطولة “الكأس الذهبية” في بنغلاديش، كل هذا ولم يتم الإعلان عن أي قرار من القرارات سابقة الذكر. أليس هذا منتخب الباشا وليس منتخبنا، وليس من حقنا معرفة شيء عنه؟

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *